رئيس التحرير : مشعل العريفي

شاهد : لأول مرة "بريمر" يروي تفاصيل لقاء صدام حسين مع 5 من مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد القبض عليه .. وهكذا وصف المشهد

تابعوا المرصد على Google News وعلى سناب شات Snapchat

صحيفة المرصد: روى بول بريمر الذي كان مسؤول عن الإدارة المدنية للإشراف على إعادة إعمار العراق في 6 مايو 2003 في عهد الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش ، تفاصيل لقاء صدام حسين مع خمسة من مجلس الحكم الانتقالي في العراق بعد القبض عليه مباشرة .
لحظة القبض على صدام حسين
وقال بريمر خلال برنامج " السطر الأوسط" : " كنت في غرفة نومي بالمجمع السكني ،عندما جاءني أتصاالاً من نائي يطلب مني الذهاب إلى مكتبي كي أتلقى اتصالا هاتفياً مؤمناً ولم يُخبرني من الذي سيتصل ، وعلى الفور ذهبت للمكتب وكان الجنرال أبو زيد قائد القوات المركزية على الهاتف ، وأخبرني أنهم قبضوا على صدام حسين ، وأخبرني أنهم وجدوه في حفرة بالقرب من تكريت بمزرعة ما ".
وأضاف :" سألت الجنرال أبوزيد عن أفضل وأسرع طريقة للتعرف عليه حيث كان صدام معروفاً باستخدام اشباهه في الشكل لضرورات أمنية ، فقال سنحضره الآن على متن طائرة عمودية وسنقوم بعرضه على المعتقلين الآخرين الذين كان من بينهم طارق عزيز ، لنرى هل سيتعرفون عليه أم لا ، وأيضاً لديهم الحمض النووي الخاص به الذي يُتيح لهم معرفة هويته بشكل دقيق ، وبالفعل تم إحضاره بعد 4 ساعات ، وتم التأكد من هويته بعد إجراء تحليل الحمض النووي ".
إظهار صدام للعالم كسجين عراقي
وتابع :" اتصلت مباشرة بالدكتورة رايس مستشارة الامن القومي ، وقولت لها لقد ألقينا القبض على صدام حُسين ، وقتها كان العسكريون يضعون خطتهم التي تقوم على وضع صدام حسين داخل سفينة بأسطول أمريكي يرسو على مياه الخليج ، ولكن أخبرت الجنزال أبوزيد باستحالة ذلك ، فصدام سجين عراقي لا نستطيع أخراجه من البلاد ، فإذا فعلنا ذلك لن يٌصدق أحد أننا قبضنا عليه وكان يجب إظهاره للعالم ".
وأردف قائلاً :" لقد كان من الصعب إيجاد حٌلفاء له يستطيعون القيام بعملية احتجازه ، لذلك سلمناه لحكومة عراقية مستقلة ، وذات سيادة ، وفي اعتقادي الحكومة العراقية أخضعت صدام لمحاكمة عادلة لكن من جهة أخرى قاموا بإعدامه بطريقة شنيعة ، ففي عملية الإعدام سمحوا بدخول الهواتف والكاميرات وهذا انتهاكاً لحقوق الإنسان ".
أول مقابلة لبريمر مع صدام بعد اعتقاله
وعن أول مرة قابله فيها بريمر بعد اعتقاله برفقة أعضاء مجلس الحكم الانتقالي العراقي ، قال :" في البداية اتصلت بالسيد عدنان رئيس الحكومة العراقية الانتقالية وسألته إن كان بوسعه جمع أكبر قدر من أعضاء مجلس الحكم الانتقالي الراغبين برؤية صدام الذي كان مٌحتجزاً حينها في مطار بغداد ، وبالفعل تم ذلك بسرعة وإحضار 4 آخرين ، لقد كٌنا حريصين على إعلان الخبر في اليوم ذاته ."
وأشار بريمر :" كان مكان احتجاز صدام تعيساً ومظلما ، وآخر الممر كان هناك غرفة مٌضيئة ربما كانت غرفة استحمام ، وبداخلها سرير صغير يجلس عليه صدام حسين ، بلحية وشعر كثيفين من الواضح أنه لم يحلق منذ عدة أشهر ، وجلس الأعضاء للتحدث مع صدام ، وكان كل واحد منهم قد زاق الويلات من نظام صدام حسين ، ولم ينظر لي صدام مطلقاً حيث كنت واقفاً على الباب وبرفقتي مٌترجم ، لقد كان مشهداً ضوضائيا بامتياز ، فكان الأعضاء غاضبين عليه وهو غاضب عليهم أيضاً ، ولم يظهر مكسوراً بل أظهر شراسة واضحة ، عندما كانوا يٌهاجمونه وكان يرد عليهم بتفاصيل دقيقة عنهم ، كان يراهم حفنة من الخونة ، وكان يتعامل مع الجميع كأنه ما زال رئيس جمهورية ".

arrow up